
دخلت محافظة جدة مرحلة جديدة في منظومة النقل الجماعي مع الإطلاق الرسمي للمرحلة المتقدمة من مشروع “حافلات جدة”، والذي يعد نقلة نوعية في خدمات المواصلات الحضرية. تأتي هذه المبادرة كثمرة للشراكة الاستراتيجية بين شركة “مواصلات جدة” والشركة السعودية للنقل الجماعي (سابتكو)، حيث يمتد العقد لثلاث سنوات كاملة بدءًا من الأول من أبريل 2025.
النقل الجماعي
يهدف المشروع إلى إحداث تحول جذري في خدمات النقل الحضري، من خلال تقديم حلول مبتكرة تراعي احتياجات المواطنين والمقيمين، تسعى المبادرة إلى تقليل الاعتماد على المركبات الخاصة، وتخفيف الازدحام المروري، وتعزيز مفهوم الاستدامة البيئية في قطاع النقل العام، سيتم تحقيق ذلك من خلال أسطول متطور من الحافلات المجهزة بأحدث التقنيات والمعايير العالمية.
مواصفات متقدمة لأسطول النقل الجماعي
تتميز حافلات النقل الجماعي الجديدة بمجموعة من المواصفات التي ترتقي بتجربة النقل العام إلى مستويات عالمية، فقد تم تصميمها لتعتمد على الطاقة النظيفة، مما يساهم بشكل كبير في تقليل الانبعاثات الكربونية وتحسين جودة الهواء في المدينة، كما زودت بأنظمة مراقبة ذكية تشمل كاميرات متطورة وأجهزة تتبع فوري، مما يضمن أعلى معايير السلامة والأمان للركاب.
تجربة ركاب متكاملة
وضعت “مواصلات جدة” نصب أعينها تحسين التجربة الشاملة للركاب من خلال مجموعة من الابتكارات فقد طورت منظومة دفع إلكترونية متطورة تشمل البطاقات البنكية والمحافظ الرقمية، إضافة إلى إطلاق تطبيق خاص يتيح للمستخدمين الاطلاع على المسارات ومواعيد الرحلات وحجز المقاعد بكل سهولة، كما روعيت احتياجات ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال تصميم منحدرات وتجهيزات خاصة تضمن راحتهم وسلامتهم.
آفاق مستقبلية واعدة
رغم التوسع الكبير في شبكة الحافلات داخل جدة، أكدت الجهات المختصة أن المشروع لا يزال في مرحلته الأولى. هناك خطط مستقبلية لمراجعة نطاق الخدمة وتوسيعها لتشمل المزيد من المناطق والمدن المجاورة، وذلك بناءً على دراسات دقيقة لاحتياجات السكان ومؤشرات الطلب المتغيرة.
يمثل مشروع “حافلات جدة” خطوة استراتيجية نحو مستقبل حضري أكثر استدامة وذكاءً، يعكس رؤية المملكة في تحسين جودة الحياة وتطوير البنية التحتية للنقل العام، إنه نموذج يجسد التحول الوطني نحو مدن ذكية ومستدامة تلبي تطلعات المجتمع وتراعي البعد البيئي والاجتماعي.